السؤال:
أنا رجل متزوج من ابنة عمتي وعشنا في بيت أهلي بين أبى وأمي في سلام وأنا ابنهم الوحيد وعاشت زوجتي وسطهم وحدث مثلما يحدث في كل بيت من مشاكل على الأكل والشرب ولى أخت تأتي عندنا لبعض الوقت ولها ابن وحدثت مشاكل تافهة صغيرة بسبب الأبناء الصغار وكانت تشتكي من أمي وآخذ الأمر بحسن نية وأحاول أفهّمها بكل الطرق ولا تقتنع مع العلم أنهم يحسنون لي ولابني ولها أيضًا وإذا غضبت منها هم الذين يصلحون بيننا وهم الذين سخّروا حياتهم لسعادتي ورغم ذلك كله تذكرهم أمامي بأبشع الكلمات من دعاء وشتم وسب دون مراعاة لمشاعري وأفهمها أنهم يريدون الخير تقول انك منحازًا لهم وأحاول جاهدا نصحها ومنعها بقال الله قال رسوله بسماع أشرطة دون فائدة وفي المقابل وتذكر محاسن أهلها وأقول لها هل شتموك أو ضربوك فتقول: لا لم يحدث وإنما هذه الأمور التافهة أكبر عندها من أي شيء وأهلها يساعدوها على ذلك وجربت أن عشنا معزولين لكي ترتاح وأيضًا تذكرهم بسوء وتقول أمامي كل ما أكره وتقول لن تدخل لهم بيت أو تأكل عندهم طعام وتريد أن أشاركها في ذلك وإنا كانت لا تبدي به كما أن تعاملها معي أسوأ من ذلك فلو زعلتها تبقى الليلة الكاملة تذكرني بأبشع الكلمات وكأني أبشع مخلوق على وجه الأرض وتأتى بأمثلة لرجال من أقاربنا ومن حولنا وتذكر ما فيهم من مميزات فأغضب تارة وأضربها لأزجرها وأعنفها وبعد ما نصطلح تقول إنها كانت تقول كل ذلك الكلام وهى غضبانة فقط وهو كلام غير صحيح في مرة أغضبتها فأخذت تعدد في أخطائي من الليل إلى طلوع الفجر وأنا أحوال التماسك...
فإذا كان هذه أخلاقها فماذا أفعل علمًا أنها لا تصلي أبدا قبل أن أتخذ القرار الحاسم المريح لي..
أفيدوني يرحمكم الله.
الجواب:
أخي الكريم يدور سؤالك حول أربع نقاط رئيسة هي:
- كره الزوجة الشديد لأهلك ومعاملتهم معاملة سيئة.
- ضعف شخصيتك وعدم حزمك والتفريط في حقوقك.
- تعنت الزوجة وعصيانها وتفضيلها لأهلها.
- معصية زوجتك وعدم صلاتها وعدم طاعتها لربها ولزوجها.
وهذه النقاط الأربع كفيلة بأن تهدم أعتى البيوت وأقواها، وتهدد كيان الأسرة وتشتت شملها وتفسد أولادها، وكيف بك وأهلك يتم سبهم وشتمهم والاستهانة بهم والتقليل من شأنهم وأنت صامت كأن المتحدث هذا جاهل أو عدو لدود ليس زوجتك ومنها ولدك، قد أعجب أحيانًا ولكن أعجب أكثر عندما ترضى بهذا أو لا تحاول الوقوف بقوة وحزم ووقف هذه الإهانات لأهلك ووالديك.
وتعلم أخي الكريم أنه من لم يكن له خير في أهله فلا خير فيه ولا في ولده، ولننظر إلى الأمر بصورة أدق، هذا الوضع من الزوجة لا صلاة ولا طاعة لزوج ولا احترام لوالدين واتهام بالباطل كذب وبهتان ماذا بقي منها وماذا يرجى منها بعد ذلك.
وودت منك لو وقفت وقفة إيجابية في مشكلتك، فبحثت في أسبابها الحقيقية، وما وراء سلوكيات زوجتك الغير مرغوب فيها، وحاولت فهم الموقف بحذافيره، ثم سعيت جاهدا لعلاجات قريبة قد تحسن من سلوك زوجتك، كنصحها وإرشادها، والبحث عن ناصحة مؤثرة فيها، أو محرم ناصح لها، أو غير ذلك مما يمكن أن يعدل سلوكها إلى الأفضل، فإن توصلت بعد ذلك إلى ما ذكرته في رسالتك، فدعني أصف لك علاجا به بعض المرارة، لكنها مرارة شافية من السقم إن شاء الله:
ولعل العلاج يكمن في النقاط الآتية:
- أن تكون حازمًا وصارمًا وواضحًا بأن لا تقبل منها بأي صورة من الصور الإهانة لوالديك ولو كانا مخطئين، فلا يجوز لها شرعًا ولا عرفًا ولا نظامًا ولا خلقًا أن تهين والديك.
- إما أن تصلي وتلزم طاعة ربها أو تلحق بأهلها فلا خير فيها ولا في معاشرتها.
- أنصح إن لم يكن قد سبق طلاقها أن تهددها أولا بالطلاق فإن ارتدعت وإلا فنفذ تهديدك، فأهلك ووالديك أولى بك وإكرامهم أولى من إكرامها وصلتهم والبر بهم مقدم عليها.
- التحذير بأن تناولها لأهلك أو لأحد من المسلمين وعدم طاعتها مؤشر واضع لعدم قبولها بولايتك وقوامتك، فطلاقها علاجها.
- مع ذلك كله يمكنك أن تبدأ بالنصح والتوجيه والزجر والشدة أحيانًا واللين أحيانًا فإن تابت ورجعت وإلا فكسرها طلاقها، والله الموفق.
الكاتب: د. مبروك رمضان.
المصدر: موقع المسلم.